الحمل في القرن الواحد والعشرين أصبح أكثر تعقيدا

بدو أن الحمل في القرن الواحد والعشرين أصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل. فبينما استمتعت الأمهات قديما بالحمل بأطفالهن على نحو طبيعي أثناء الحمل من نوعية الغذاء إلى التمشي في المناطق الجيدة التهوية، إلا أن جيل الجديد لا يزال يكافح من أجل تذكر كلّ المواد على قائمة "ممنوع الأكل خلال الحمل". فلا شك أن المعرفة قد حسنت من الصحة، ومنحت النساء خيارات أكثر تؤثر عليهن وعلى أطفالهن، ولكن القائمة المتزايدة من الممنوعات سببت الذعر والقلق للعديد من النساء.

في الحقيقة، إذا احترمت النساء الحوامل كلّ قصاصة من نصائح الغذائية التي يعطيها إياها الأصدقاء، وخبراء الصحة والعائلة، فسوف يقدرون كل شي يضعونه في فمهم، وفقا لأحد أخصائيات الولادة البارزون في أستراليا ، الدّكتورة كرستين تيبيت.

تقول الدّكتورة تيبت، نائبة رئيس الكلية الأسترالية الملكية، وكليّة نيوزيلندا لأخصائيي الولادة، "أعتقد بأن هناك العديد من الأطعمة الموجودة على قائمة الممنوعات، والتي بالكاد تحمل أي خطر على الأم الحامل، يجب أن تشعر السيدة الحامل بأن ما تأكله آمن."

تضيف تيبت، " في الحقيقة إن القائمة المتزايدة من الممنوعات والمسموحات، يمكن أن تحمل نتيجة عكسية. أشعر بالقلق من وجود العديد من الأشياء التي نحذر النساء منها بحيث يبدو أنها الطريقة الوحيدة لضمان ولادة طفل مثالي. ، ولكن الطبيعة غير ذلك، وقد تفشل الأمور أحيانا بالرغم من كل هذه الرسائل مما يجعل السيدات يعتقدن أنه خطئهن."

ولكن عندما نقلل هذه المتطلبات الغذائية إلى مجموعة أساسية فأن النساء سوف يشعرن بالراحة والصحة، وتسهل مناورة الأمور.

معلومات عن بكتيريا ليستروس:
إحدى المخاوف الرئيسية للنساء الحوامل هي البكتيريا المسببة لليستروس. إذا أصيبت السيدة الحامل بالعدوى، فيمكن أن تسبب ولادة مبكرة، الاجهاض، أو مرض حاد أو موتا للطفل. لكن، وفقا للدكتورة تيبت فأن خطر الإصابة بعدوى هذه البكتيريا منخفض جدا. حيث تم الإبلاغ عن 34 إلى 71 حالة في كافة أنحاء أستراليا كلّ سنة ما بين 1991 إلى 2001.

ووفقا للمعهد الوطني للصحة والبراعة السريرية (نيس) في المملكة المتحدة، فأن الأطعمة الخطرة جدا تنضّج أوليا في الأجبان الطرية مثل الجبن الأزرق , كامبرت، وبري، باتي، والأطعمة المصنوعة من الحليب غير المبستر. كما تؤكد الدكتورة تيبت بأنّه بينما من الحكمة تفادي هذه الأطعمة، إلا أن خطر العدوى منخفض جدا ويجب على النساء الحوامل أن لا يضطربوا إذا أكلوا شيئا منها.

وتجمّع مجموعات الصحة العامة المختلفة في أستراليا والولايات المتّحدة على إضافة كلّ شيء من المقانق المقلية، إلى الدجاج والستيك والآيس كريم, واللحوم الباردة، وأكثر الاجبان الطرية (المبتسرة) والمأكولات البحرية المدخّنة إلى قائمة "الممنوعات". تقول الدّكتورة تيبت ، على أية حال، يجب أن لا تقضّي النساء تسعة شهور من القلق حول كل شيء يتناولنه لدينا قوانين غذائية صارمة جدا في أستراليا لذا إذا كنت تشتري طعاما طازجا ومنتجات معلبة ضمن تأريخ انتهائها من المخازن المحترمة، فسينخفض الخطر."

حقائق عن السمك:
بينما تتجنب بعض النساء الحوامل تناول السمك بسبب مخاوف من تناول مستويات عالية من الزئبق (التي يمكن أن تؤثّر على النظام العصبي للجنين)، إل أن أكثر السمك آمن للأكل. وفي الحقيقة، فأن السمك يحتوي على مستوى عال من المغذيات والبروتين والفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين دي واليود والأوميغا -3.

أما الأنواع الغنية بالزئبق فهي سمك القرش، سمك السيف , الماريلين، راي , غيمفيش، سمك البقلة، بارموندي، وسمك التونا، وزعنفة التونا الزرقاء الجنوبية. وتوصي معايير الغذاء في أستراليا ونيوزيلندا النساء الحوامل بتحديد كمية الوجبات التي يتناولنها من السمك إلى واحدة كل أسبوعين بدون استهلك نوع آخر من السمك. مع عدم استهلاك البرش، والكاتفيش أكثر من مرّة بالأسبوع، بدون استهلك أي نوع آخر من السمك خلال تلك الفترة.

هل تسبب القهوة أو قدح النبيذ الأذى لطفلي الرضيع؟
لا شك أن الاستهلاك الفائض للكحول يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الجنين مثل الاجهاض، انخفاض وزن الجنين عند الولادة، بالإضافة إلى العيوب الإدراكية وحالات الشذوذ التناسبية، إلا أنه لم يتم البت في ضرر تناول كأس واحدة من النبيذ . في حين يوصي مجلس الصحة الاسترالي بأن دراسات حالية بأن تناول كأس واحدة في اليوم أو بشكل عرضي في المناسبات ليس له تأثير على تطور الجنين. على أية حال، أضاف التقرير بأنّ لا أحد يعرف بالتأكيد تأثيرات المستويات الأدنى من الشراب على الجنين، لذا يفضّل الامتناع عن تناول الكحول أثناء الحمل.

في حين توصي مجموعة فلاندرز في أستراليا النساء بعد تناول أكثر من كوبان إلى كوبان من كؤوس القهوة أو الشاي أو الكولا في اليوم. يمكن أن يعبر الكافيين المشيمة إلى الجنين النامي ولا يستطيع الطفل تأييض الكميات الكبيرة منه. تقول الدكتورة تيبت بأنّ الاعتدال في تناول الكافيين والكحول هو المفتاح.

هل الشهوة لطعام ما تعني أنني أفتقر للمواد المغذية الحيوية فيه؟
لم يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الإدّعاء. فقد أظهرت الدراسات بأنّه بينما يمكن للشهوة أن تكون شائعة، إلا أن لا يوجد حاجة جسمانية واضحة له. وقد أظهرت دراسة نشرت في المجلّة الهندية للصحة العامة عام 1994 بأنّ الشهوة الأكثر شيوعا كانت للغذاء الحامض (65 بالمائة)، تلاها اللحم والسمك (47 بالمائة)، والثمار غير الناضجة (40 بالمائة) والفاكهة الناضجة (30 بالمائة).