تناول الكحول أثناء الحمل ومخاطره

أثناء الثلث الثالث للحمل يتطور الجنين وينمو ويكسب وزناً بسرعة. ويكون الدماغَ والنظام العصبي المركزي في مرحلة مهمة من
التطوير. لذا فيمكن أن تسبب المواد الضارّة، مثل الكحول، تأثيرا على تطور الجنين في أي وقت كان أثناء فترة الحمل.

وبالرغم من عدم قدرة الباحثين على توضيح كمية الكحول التي تسبب الضرر أَو كم عدد المشروبات التي تعتبر آمنة أثناء الحمل. على أية حال، من المعروف أنه إذا شربت المرأة الحامل الكحول في أي وقت أثناء حملها، فأنه سيعبر المشيمةَ إلى الجنين الذي يتعرّض للكحول. أحد الأسباب الضارة لشرب الكحول بقاءه في السائل المحيط بالجنين ؛ مما يعني تعرض الجنينِ لفترة أطولِ من الكحولِ من أمِّه. أما السبب الآخر فهو اختلاف أيض الجنين عن الأمِّ. يبقى الكحول في جسمِ الطفل الرضيع فترة أطول بكثير من جسم الشخص البالغ. وبما أن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد المستوى الآمن للكحول أثناء الحملِ، فأنه أفضل طريقة لتفادي المشكلة هي الابتعاد عن الخطر.

يعتبر الكحول الطريقة الأكثر شيوعا لتعرض الجنين للضرر في الرحم. 9 من 1,000 طفل رضيعِ يولدوا مع درجة من التعرّض للكحول ويعانون من الأثر الجانبي السلبي. ويعتبر اضطراب الكحول الجنينية (إف أي إس دي) التشخيص الطبي المستعمل لوصف مدى الآثار الجانبية السلبية على الجنين عندما تشرب الأم الكحول أثناء الحمل. ويأتي ضمن هذا الاضطراب متلازمةَ الكحول الجنينية المعروفة وتأثيرات الكحول الجنينية. وجميعها تسبب آثار جانبية وحالات عجز دائم للجنين، كما يمكن أن تؤثر على التطور الطبيعي والعاطفي والاجتماعيِ في كافة أنحاء فترة الحياة.

الآثار الجانبية المحتملة للتعرّضِ للكحولِ:
1. خطر الاجهاض
2. تراجع الوزن عند الولادة وتأخر النمو
3. صعوبات في التعلم
4. التأخر العقلي تراجع الذكاء بنسبة (10-20%)
5. صعوبة حل المشاكل والمسائل
6. عدم القدرة على الانتباه/ اضطراب فرط الحركة
7. مشاكل الغضب والسلوك
8. مخاطر صحية أخرى، (1 من 6 حالات من الشلل المخي ترتبط بتعرّضِ الجنين للكحولِ قبل الولادة مباشرة)

وفقاً لدراسة جديدة، تبين أن الأطفال الرضع الذين تناولت أمهاتهم الكحول بانتظام أثناء فترة الحمل بهم سيعانون من ضعف البصر بعمر 6 أشهر.

كما هو معروف للجميع، يسبب تناول الكحول أثناء الحمل تسمم الجنين و/ أو وفاته نتيجة التسمم بالكحول، بالإضافة إلى بطء نموه العقلي وتأخر نموه لاحقاً. كما يسبب في حالة كثيرة وجود تعبير وجهي غير عادية للجنين عند ولادته. ولأنه من غير الواضح بعد ما هي كمية الكحول التي تعرض الجنين النامي للخطر، تنصح جميع النساء الحوامل بأن يتجنبن شرب الكحول أثناء فترة الحمل.

وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة طب الأطفال، تبين أن العديد من الأطفال الرضع الذين أصيبوا بضعف البصر في سن 6 أشهر، كانت أمهاتهم يتناولن الكحول بانتظام أثناء الحمل بهم.

بالإضافة إلى ذلك، كانت أمهات هؤلاء الأطفال الرضع في سن 30 أو اكبر. ولم يظهر بعد أي مؤشر على علاقة سن الأم بضعف البصر، ويعتقد الباحثون بأن السبب يمكن أن يكون أن النساء الأكبر سناً لا يتقيدن بأي قوانين خاصة تمنعنه من شراء الكحول أو تناولها في الحانات.

وترأس هذه الدراسة الدكتور آر . كولن كارتر، طبيب مختص في مستشفى الأطفال في بوسطن، والتي شملت على131 امرأة وأطفالهن الرضع بعمر 6 أشهر. حيث قام الباحثون بسؤال النساء حول عادات تناولهن للكحول أثناء الحمل. كما قاموا بإجراء فحوصات على الأطفال الرضع لقياس حدة البصر عندهم.

وتميزت هذه الشريحة من النساء، بضعف المستوى التعليمي، حيث قالت 50% منهن أنهن تناولن الكحول أثناء الحمل دون معرفتهن لمخاطر تناول الكحول أثناء الحمل. كما وجدت الدراسة بأنه كلما زادت كمية وفترة الشرب كلما زادت مشكلة البصر عند الأطفال.

وتعرض 17 بالمائة من هؤلاء الأطفال الرضع تقريباً لحالة التسمم بالكحول، بينما سجل 27 بالمائة منهم درجة ضعيفة في الرؤية مقارنة مع أقرانهم الأصحاء، في حين لم تظهر أي أعراض عند 9 بالمائة من هؤلاء الأطفال. وقد تم فحص عشر أطفال رضع آخرين، تبين أنهم يعانون من ضعف البصر، وكانت أمهاتهن أيضا يتناولن الكحول بكثرة.

ووفقاً للباحثين لا يزال السبب الرئيسي لضعف الرؤية عند هؤلاء الأطفال الرضع غير معروف فقد يكون أما تضرر شبكية العين، أو تضرر مناطق أخرى متعلقة بِالرؤية في الدماغ نتيجة تناول الكحول.

ومهما يكن السبب، فقد استنتج الباحثون، بأن هذه الدراسة لها تأثير واضح في التأكيد على التأثيرات الضارة لتناول الكحول أثناء الحمل.