تعتبر شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي من بين الشخصيات المغربية والعربية التي نالت إعجاب كل والمغاربة و العرب ايضا انذاك إلى درجة التقديس حيث يؤكد المؤرخ
الانجليزي "روبرت فورنو" حين يقول :"يتحدثون عنه كما لو كانوا يتحدثون عن النبي" وقد شبه مكانته في الريف وفي العالم العربي بمكانة تشرشل عند الانجليز، وغاندي عند
الهنود...وقال عنه "كورتي" عضو مجلس العموم البريطاني:" إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وإفريقيا والهند، ويتغنون باسمه.. إن هذا الرجل الذي يزعم هؤلاء أنه
يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، إنه لخطر عظيم على البلاد الأوربية". هكذا كان يؤثر فيهم الخطابي وهذا شيء طبيعي اذا تعلق الامر باسد الريف
وهازم الجيش الاسباني في معركة" انوال" الشهيرة والتي قتل فيها اكثر من 25 الف جندي اسباني في اقل من 5 ايام... لقن فيها هذا القائد دروسا قاسية في التكتيك العسكري
لكبار جنرالات الجيش الاسباني خصوصا باعتماده اسلوب حرب العصابات الشيء الذي جعل الاسبان يتكبدون خسائر فادحة ...
هذه فقط مقدمة مختصرة حول حياة مقاوم وقائد ومجاهد الذي و للاسف افتقدنا امثاله في زمننا هذا ...زمن الذل والمهانة ...نعود لصلب الموضوع ونتكلم قليلا على بعض
المواقف البطولية لهذا القائد في سبيل دعم ونصرة جيش التحرير الجزائري..ولعل مايبقى راسخا في ذاكرة اي شخص ملم بحياة هذا المجاهد مقولته الشهيرة "إنني أعلن
شخصيا أنه إذا لم تتوقف فرنسا عن الحرب في الجزائر فسأمتطي فرسي وأقود الثورة بنفسي" والتي زعزعت اركان الجيش الفرنسي خصوصا مع تزامنها و ذروة المجازر
الفرنسية في حق الشعب الجزائري ...وهذا ليس الا القليل فيما يخص دعم هذا الرجل لرجالات المقاومة الجزائرية خصوصا في فترة ما قبل نفيه خارج المغرب ...
حيث ان محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يتوانى عن الدعم المعنوي والعسكري واللوجيستيكي لقادة المقاومة الجزائرية... واثناء مقامه في مصر بعد فشل
محاولة نفيه لفرنسا اثر عملية فدائية قادها مقاومون مصريون وعرب...لم ينتهي مسلسل دعم محمد بن عبد الكريم الخطابي للمقاومة الجزائرية...وبصفته رئيس لجنة
تحرير "المغرب العربي" والتي تم تاسيسها من طرف قادة المقاومة في دول المغرب العربي بمساندة مصرية ...هذه اللجنة كان هدفها الرئيسي التنسيق بين لجان
المقاومة في الدول المغاربية بهدف خدمة مشروع ثورة التحرير المغاربية...ومع انطلاق انطلاق الثورة المسلحة بالجزائر في فاتح نونبر سنة 1954 قام
محمد بن عبد الكريم الخطابي بتكليف المقاوم المغربي الهاشمي الطود بمهمتي التدريب والتزويد بالسلاح بمساعدة من بن بلة احد مؤسسي جبهة التحرير الوطنية الجزائرية ...
رغم ابرام اتفاقية "اكس ليبان" واعلان استقلال المغرب فيما بعد ...استمرت مجهودات الرجل وبمساندة أعضاء جيش تحرير "المغرب العربي" في دعم جيش التحرير الجزائري
في دعم الثورة الجزائرية ...وعلى سبيل الذكر لا الحصرعملية الباخرة "اتوس" والتي كانت محملة باكثر من 70 طن من السلاح والذخيرة والتي انطلق من ميناء
بورسعيد المصري موجهة الى جيش التحرير الجزائري ..الا ان هذه العملية بائت بالفشل بعد تسريب معلومات إلى السلطات الفرنسية عن وصول الباخرة والذي استولى
عليها فيما بعد...كل هذا فقط جزء بسيط فقط من قصة دعم محمد بن عبد الكريم الخطابي للمقاومة الجزائرية...
تحياتي...